المشاركات

عرض المشاركات من يناير, ٢٠١٨

عن كتابات الدكتور سيد القمني عن العهد القديم

صورة
عن كتابات الدكتور سيد القمني مؤخرا عن العهد القديم، هناك العديد من القضايا ولكني سأتعامل مع قضيتين هنا: ١. قضية علاقة العهد القديم بكتابات الشرق الأدنى القديم؛ ٢. علاقة الهوية السياسية بالهوية الدينية لدى المفسر الشرق أوسطي وخاصة في ظل السياق السياسي المعاصر. ١. أصاب الدكتور سيد القمني عندما أشار أن هناك العديد من أوجه التشابه في الفكر والأسلوب الأدبي بين كتابات العهد القديم وكتابات الشرق الأدنى القديم. فالعهد القديم يتشارك مع كتابات الشرق الأدنى القديم في الأسلوب والمضمون في بعض كتابات الشريعة، الحكمة، التأريخ، المزامير، الصلوات، الأساطير. بالطبع هذا الكلام صادم للقارئ المسيحي الذي يعتقد أن قيمة النص الكتابي تكمن في تمايزه فقط عن أي سياق تاريخي، والذي يعتقد بأن أي دور انساني بشري في تشكيل الكتاب المقدس يقلل من قيمته اللاهوتية. لكن علينا أن نتذكر أننا كمسيحيين نقبل كون يسوع المسيح انسانا كاملا فكم بالحري أن نقبل الدور البشري في النص الكتابي. فشعب اسرائيل لم يأت من المريخ؛ وكُتّاب العهد القديم تفاعلوا مع الشعوب المحيطة بهم، وبما أن النص الكتابي له طبيعة انسانية تاريخية فمن

التحرير بين الرؤيا الإلهية والمسئولية البشرية

صورة
يؤكد سفر الخروج على أن الله يعمل من أجل خلاص المقهورين والمستضعفين من العبودية والظلم. ويرتكز هذا العمل الإلهي على أساسين محوريين في الفكر اللاهوتي الكتابي: الأساس الأول هو مقاصد الله المعلنة في الخليقة من حرية وكرامة وجمال وازدهار؛ والأساس الثاني هو علاقة العهد بين الله وشعبه والوعود التي قدمها للآباء. كانت إرادة الله للإنسان في الخليقة أن يتكاثروا، فإذ بفرعون يقتل الأطفال؛ وكانت إرادة الله للإنسان أن يشترك مع الله في السلطان على أجزاء من الخليقة، وإذ بفرعون يستعبد الشعب. فالعبودية ضد إرادة الله للخليقة وتشويه لها؛ وعمل الله الخلاصي يسعى   لتحرير ولإسترداد الخليقة للمقاصد الإلهية المعلنة في قصة الخلق. ولكن يوضح سفر الخروج أن هذا العمل التحريري يحدث عند إجتماع العديد من العوامل: 1. المقاومة الإنسانية: بالرغم من شدة الأنين والعبودية والمعاناة نجد أن هناك بوارق أمل تظهر على السطح بفضل ما قامت به مجموعة من النساء من عرقيات وخلفيات إقتصادية مختلفة. ففي سفر الخروج الأصحاحين الأول والثاني قامت مجموعة من النساء بعصيان مدني ضد السلطة التي أقرت بقتل كل الذكور. القابلتان، يوكابد (أم م

منظور العهد القديم عن العالم الطبيعي

صورة
- بحسب منظور العهد القديم كان العالم عبارة عن ثلاث طبقات: السماء من فوق، الأرض، الهاوية من أسفل. - اعتقد كتاب العهد القديم بأن العالم محاط بالماء، مياه الغمر، المحيط الأولي. فيقول الكاتب في مزمور 104: 6 كسوتها الغمر كثوب .فوق الجبال تقف المياه. لذا فإن عملية الخلق تضمنت على وضع حدود للمياه سواء على سطح الأرض أو في العلالي عن طريق الجلد. فعلى الأرض عمل الله حدودا للمياه ومما أدى لوجود البحار؛ إر 5: 22؛ أيوب 38: 8-10. وكذلك نقرأ في تكوين 1: 6، "وقال الله ليكن جلد في وسط المياه. وليكن فاصلا بين مياه ومياه. 7 فعمل الله الجلد وفصل بين المياه التي تحت الجلد والمياه التي فوق الجلد.وكان كذلك. 8 ودعا الله الجلد سماء.وكان مساء وكان صباح يوما ثانيا 9 وقال الله لتجتمع المياه تحت السماء الى مكان واحد ولتظهر اليابسة.وكان كذلك. 10 ودعا الله اليابسة ارضا.ومجتمع المياه دعاه بحارا.وراى الله ذلك انه حسن." ومثلهم مثل ثقافة الشرق الأدنى القديم والمدونة تكلم كتاب العهد القديم عن البحر على أنه ممثلا للفوضى اللي تهدد الخليقة (أيوب 26: 12؛ مزمور 74؛ دانيآل 7؛ مرقس 4: 35-41؛ رؤيا 13؛ 21:

قانونية أسفار العهد القديم

صورة
عند الحديث عن "قانونية" أسفار العهد القديم والعهد الجديد يستخدم علماء الكتاب المقدس الكلمة (Canon) والتي تندرج من الكلمة اليونانية ( kanōn ) "مقياس". وفي الدوائر اليهودية والمسيحية تشير كلمة "قانونية" إلى الأسفار التي تعتبرها جماعات الإيمان هذه مقياسا لعلاقتها بإلهها ومصدرا لفهمها لهويتها ومركزا لعبادتها وطقوسها. القانونية بحسب التقليد اليهودي الفلسطيني:        الاسم      المحتوى   زمن مفترض للقانونية   التوراة كتب موسى الخمسة: تكوين، خروج، لاويين، عدد، تثنية. القرن الخامس و الرابع قبل الميلاد. الأنبياء الأنبياء الأولون: يشوع، قضاة، 1-2 صموئيل، 1-2 ملوك. الأنبياء المتأخرون: اشعياء، إرميا، حزقيال، و الأنبياء الصغار (هوشع-ملاخي). القرن الثالث قبل الميلاد. الكتابات المزامير، أيوب، أمثال. المخطوطات الخمسة (راعوث، نشيد الأنشاد، الجامعة، مراثي إرميا، استير) دانيآل، 1-2 أخبارالأيام، عزرا، نحميا. القرن الأول الميلادي. يختلف ترتيب الأسفار

قضية كتابة التوراة-1

صورة
يشعر العديد من قراء التوراة بالحيرة عند قراءتهم للأسفار الخمسة الأولى لإنهم يجدون تكررا في الكلام عن نفس الأحداث والمواضيع؟ وعند فحص النصوص بدقة يلاحظون إختلافات في المنظور اللاهوتي أو في الألفاظ المستخدمة للحديث عن نفس الحدث أو الموضوع؟ فيتسائل البعض: لماذا يقوم كاتب التوراة، موسى بحسب التقليدين اليهودي والمسيحي، بتكرار القصص أو المواضيع بتفاصيل مختلفة وبتركيز لاهوتي متفرد من نص آخر؟ التكرار والإختلاف بين نصوص التوراة يشمل الأمثلة التالية.    إقرأ النصوص التالية وقارن بينها: الخليقة: تك 1: 1-2 :4أ   مع   تك 2: 4ب-25. سلسلة النسب من آدم   : تك 4: 17-26 مع تك 5: 1-28، 30-32. الطوفان: تك 6: 5-8؛ 7: 1-5، 7، 10، 12، 16ب-20، 22-23؛ 8: 2ب-3أ، 6، 8-12، 13ب، 20-22. مع 6: 9-22؛ 7: 8-9، 11، 13-16أ، 21، 24؛ 8: 1-2أ، 3ب-5، 7، 13أ، 14-19؛ 9: 1-17. سلسلة النسب من سام: تك 10: 21-31 مع 11: 10-26. تجوال ابراهيم: تك 12: 1-4أ مع تك 12: 4ب-5. قصة "أخت/زوجة": تك 12: 10-20 مع تك 20:1-18 مع تك 26: 6-14. شراكة ابراهيم و لوط: تك 13: