هل تاب أيوب؟



ترجمة حرفية لأيوب 42: 6

عل كين (لذلك) إيماس (أرفض أو أحتقر) ونحمتي (أندم، أغير فكري، أتعزى) عل (على، أو بخصوص، فوق) عفر (التراب) وإيفر (الرماد)

الترجمات المختلفة لأيوب 42: 6

لذلك أرفض وأندم في التراب والرماد (فان دايك)
لذلك أحتقر نفسي وأندم فوق التراب والرماد (إذلال)
لذلك أتراجع عن كلماتي وأندم عن التراب والرماد (رمزان للحداد و الحزن)
لذلك أرفض و أبتعد عن التراب والرماد (رمزان للحداد و الحزن)
لذلك أتراجع عن كلماتي وأغير فكري عن التراب والرماد (الطبيعة الإنسانية)
لذلك أتراجع عن كلماتي وأشعر بالتعزية تجاه التراب والرماد  (الطبيعة الإنسانية)

لاحظ أن النص العبري لا يضع المفعول به للفعل (إيماس) والذي يعني أرفض أو أحتقر. ماذا يرفض أيوب؟ ماذا يحتقر أيوب؟ هل تراجع أيوب عن كلماته؟ أية كلمات؟ كلمات مطالبة الدخول في محاكمة مع الله؟ أم كلمات بره وتقواه؟ أم اعتقاده أنه في نظام عادل في الكون؟ أم كلماته عن الطبيعة الانسانية؟

لاحظ أن النص العبري يستخدم الكلمتين (عفر وإيفر) والتي تعني: التراب والرماد، تم استخدام هاتين الكلمتين معا فقط هنا في أيوب 42: 6، وأيوب 30: 19 (آخر كلمات قالها أيوب قبل كلمات أليهو والله)، وفي التكوين 18: 27 في وصف ابراهيم لنفسه على انه كإنسان تراب ورماد فكيف يعلم الله ديان الأرض كيف يصنع عدلا. فهل هناك دلالة للتراب والرماد مرتبطة بفهم الهوية الانسانية كشريك لله في صنع العدل؟ أم أن التراب والرماد هنا فقط يشير للرثاء والحزن؟ هل هناك شيء تغير في فكر أيوب عن هويته كإنسان؟

لاحظ أن النص العبري يستخدم الكلمات الغامضة (نحمتي) والتي تعني (أندم، أغير فكري، أتعزى) وبعدها مباشرة يأتي حرف الجر (عل) والذي يعني على أو بخصوص. هل ندم أيوب على كلماته التي وجهها لله؟ هل ندم أيوب على الوقت الذي أضاعه في الرثاء على التراب والرماد؟ هل قبل أيوب الفوضى في العالم كجزء من العالم الذي خلقه الله وبالتالي يجب عليه أن يستمر في حياته على الرغم من الألم؟ هل غير أيوب فكره تجاه التراب والرماد، أي أنه غير فكره عن الطبيع الانسانية في علاقتها بالعدل الإلهي؟ 

من هذه الآية يمكن أن نستنتج التالي: 1. أي ترجمة هي تفسير للنص؛ 2. أنت كقارئ لك دور فاعل في تشكيل معنى النص؛ فمعنى النص ليس في النص فقط وليس في ذهن الكاتب فقط، ولكنه ناتج عن التفاعل بين النص والكاتب والقارئ؛ 3. معنى سفر أيوب معقد مثل الحياة المليئة بالأسئلة، وإن كان تعلم أيوب شيئا في هذه الرحلة فهو تعلمه لأنه صارع مع الأصدقاء ومع الله.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مزامير الإنتقام: صلاة المظلوم بحثا عن العدالة الإلهية

العبادة والعدالة الإجتماعية

عن الفكر اللاهوتي كحوار مفتوح: سفر أيوب كمثال