المشاركات

عرض المشاركات من 2019

برج بابل ويوم الخمسين

صورة
هل كانت بلبلة الألسنة وتبديد البشرية عقاب إلهي أم عودة للقصد الإلهي الأساسي للجنس البشري؟ هل هناك تضاد بين ما حدث يوم الخمسين مع ما حدث في قصة برج بابل، أم أنهما يؤكدان على نفس القصد الإلهي؟ الاتجاه الأول لتفسير حادثة برج بابل هو التفسير التقليدي الذي ينظر إلى حادثة البرج على أنها تجلي آخر للعصيان البشري والدينونة الإلهية كما حدث في جنة عدن وفي قصة الطوفان. بحسب وجهة النظر هذه فإن عبارة "هلم نبن لأنفسنا مدينة وبرجا رأسه بالسماء" تدل على كبرياء الانسان الذي حاول أن يخلد اسما بعيدا عن الله؛ أما عبارة "هلم ننزل ونبلبل ألسنتهم" تدل على الدينونة الإلهية على هذا الكبرياء الإنساني. نموذج كلاسيكي لهذا التفسير نجده في كتابات القديس أغسطينوس، حيث كتب القديس في تفسيره لإنجيل يوحنا هذه الكلمات: "لإن الألسنة قد تشوهت بسبب الكبرياء، حيث صارت (اللغة) الواحدة (لغات) متعددة. لإنه بعد الطوفان قام المتكبرون ببناء برجا، حتى ما لا يتم تدميرهم مرة أخرى بطوفان، في حال حدوثه ثانية، في محاولة لتحصين أنفسهم ضد الله، ظنا منهم أنه يوجد شيء ما أعلى من الله، أو أنه يوج

هل تاب أيوب؟

صورة
ترجمة حرفية لأيوب 42: 6 عل كين (لذلك) إيماس (أرفض أو أحتقر) ونحمتي (أندم، أغير فكري، أتعزى) عل (على، أو بخصوص، فوق) عفر (التراب) وإيفر (الرماد) الترجمات المختلفة لأيوب 42: 6 لذلك أرفض وأندم في التراب والرماد (فان دايك) لذلك أحتقر نفسي وأندم فوق التراب والرماد (إذلال) لذلك أتراجع عن كلماتي وأندم عن التراب والرماد (رمزان للحداد و الحزن) لذلك أرفض و أبتعد عن التراب والرماد (رمزان للحداد و الحزن) لذلك أتراجع عن كلماتي وأغير فكري عن التراب والرماد (الطبيعة الإنسانية) لذلك أتراجع عن كلماتي وأشعر بالتعزية تجاه التراب والرماد   (الطبيعة الإنسانية) لاحظ أن النص العبري لا يضع المفعول به للفعل (إيماس) والذي يعني أرفض أو أحتقر. ماذا يرفض أيوب؟ ماذا يحتقر أيوب؟ هل تراجع أيوب عن كلماته؟ أية كلمات؟ كلمات مطالبة الدخول في محاكمة مع الله؟ أم كلمات بره وتقواه؟ أم اعتقاده أنه في نظام عادل في الكون؟ أم كلماته عن الطبيعة الانسانية؟ لاحظ أن النص العبري يستخدم الكلمتين (عفر وإيفر) والتي تعني: التراب والرماد، تم استخدام هاتين الكلمتين معا فقط هنا في أيوب 42: 6، وأيوب

عن الفكر اللاهوتي كحوار مفتوح: سفر أيوب كمثال

صورة
اختار كاتب سفر أيوب أن لا يقدم إجابة نهائية لإحدى القضايا الصعبة التي تشغل الوجود الانساني ألا وهي قضية الألم ومعنى الحياة. ففي ضوء عدم وضوح أو تجلي فكرة الحياة بعد الموت بعد في الفكر العبراني، الفكرة التي تبلوت أكثر في الفترة المسماة بين العهدين، كان السؤال الأساسي الذي يشغل الفكر العبراني هو معنى وقيمة الحياة وما هي علاقة الله بهذا العالم وما هو دور الانسان في تحديد معنى هذه الحياة. ازداد هذا السؤال صعوبة في ظل خبرة السبي والتي صاحبها فقدان كل  شيء. أين الله عندما نتألم؟ هل هناك قوى أخرى تتداخل مع الله في مصير الانسان؟ هل هناك أي دور للإنسان حيال هذا الواقع المحير؟ تخيل أهم سؤال يشغل ذهن الانسان والجماعة، يقدمه كاتب السفر في صورة حوار. حوار بين الله والمشتكي. حوار بين أيوب والأصدقاء. وحوار بين الله وأيوب. - يوجد حوار بين جزئي السفر (القصة والشعر)، فأيوب الشاكر والمسلم في القصة (أيوب 1-2) يتحول إلى أيوب المشتكي والمعترض في الشعر (أيوب 3-31). - معنى اسم أيوب: اسم مشابهه لأيوب يظهر في رسائل تل العمارنة (قرن ١٤ ق.م.): “أيا-ابوم” = “أين أبي (الإله)؟ أو قد ي